کد مطلب:90782 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:110
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْیَا دَارُ تِجَارَةٍ رِبْحُهَا أَوْ خَسْرُهَا الآخِرَةُ، فَالسَّعیدُ مَنْ كَانَتْ بِضَاعَتُهُ فیهَا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ، وَ مَنْ رَأَی الدُّنْیَا بِعَیْنِهَا، وَ قَدَّرَهَا بِقَدَرِهَا. وَ إِنّی لأَعِظُكَ مَعَ عِلْمی بِسَابِقِ الْعِلْمِ فیكَ مِمَّا لاَ مَرَدَّ لَهُ دُونَ نَفَاذِهِ، وَ لكِنَّ اللَّهَ تَعَالی أَخَذَ عَلَی الْعُلَمَاءِ أَنْ یُؤَدُّوا الأَمَانَةَ، وَ أَنْ یَنْصَحُوا الْغَوِیَّ وَ الرَّشیدَ. فَاتَّقِ اللَّهَ، وَ لاَ تَكُنْ مِمَّنْ لاَ یَرْجُو للَّهِ وَقَاراً، وَ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ بِالْمِرْصَادِ. وَ إِنَّ دُنْیَاكَ سَتُدْبِرُ عَنْكَ، وَ سَتَعُودُ حَسْرَةً عَلَیْكَ، فَأَقْلِعْ عَمَّا أَنْتَ عَلَیْهِ مِنَ الْغَیِّ وَ الضَّلاَلِ، عَلی كِبَرِ سِنِّكَ، وَ فَنَاءِ عُمُرِكَ. [صفحه 838] فَإِنَّ حَالَكَ الْیَوْمَ كَحَالِ الثَّوْبِ الْمَهیلِ الَّذی لاَ یَصْلُحُ مِنْ جَانِبٍ إِلاَّ فَسَدَ مِنْ جَانِبٍ آخَرٍ[1]. وَ قَدْ أَرْدَیْتَ جیلاً مِنَ النَّاسِ كَثیراً، خَدَعْتَهُمْ بِغَیِّكَ، وَ أَلْقَیْتَهُمْ فی مَوْجِ بَحْرِكَ، تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ، وَ تَتَلاَطَمُ بِهِمُ الشُّبُهَاتُ. فَجَارُوا[2] عَنْ وِجْهَتِهِمْ، وَ نَكَصُوا عَلی أَعْقَابِهِمْ، وَ تَوَلَّوْا عَلی أَدْبَارِهِمْ، وَ عَوَّلُوا عَلی أَحْسَابِهِمْ. إِلاَّ مَنْ فَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ، فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ، وَ هَرَبُوا إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ مُوَازَرَتِكَ، إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَی الصَّعْبِ، وَ عَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ. فَاتَّقِ اللَّهَ، یَا مُعَاوِیَةُ، فی نَفْسِكَ، وَ جَاذِبِ الشَّیْطَانَ قِیَادَكَ، فَإِنَّ الدُّنْیَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ، وَ الآخِرَةَ قَریبَةٌ مِنْكَ. وَ السَّلاَمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.
صفحه 838.
و نسخة الآملی ص 266.