کد مطلب:90782 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:110

کتاب له علیه السلام (52)-إِلی معاویة یعِظه فیه















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْیَا دَارُ تِجَارَةٍ رِبْحُهَا أَوْ خَسْرُهَا الآخِرَةُ، فَالسَّعیدُ مَنْ كَانَتْ بِضَاعَتُهُ فیهَا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ، وَ مَنْ رَأَی الدُّنْیَا بِعَیْنِهَا، وَ قَدَّرَهَا بِقَدَرِهَا.

وَ إِنّی لأَعِظُكَ مَعَ عِلْمی بِسَابِقِ الْعِلْمِ فیكَ مِمَّا لاَ مَرَدَّ لَهُ دُونَ نَفَاذِهِ، وَ لكِنَّ اللَّهَ تَعَالی أَخَذَ عَلَی الْعُلَمَاءِ أَنْ یُؤَدُّوا الأَمَانَةَ، وَ أَنْ یَنْصَحُوا الْغَوِیَّ وَ الرَّشیدَ.

فَاتَّقِ اللَّهَ، وَ لاَ تَكُنْ مِمَّنْ لاَ یَرْجُو للَّهِ وَقَاراً، وَ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَهُ بِالْمِرْصَادِ.

وَ إِنَّ دُنْیَاكَ سَتُدْبِرُ عَنْكَ، وَ سَتَعُودُ حَسْرَةً عَلَیْكَ، فَأَقْلِعْ عَمَّا أَنْتَ عَلَیْهِ مِنَ الْغَیِّ وَ الضَّلاَلِ، عَلی كِبَرِ سِنِّكَ، وَ فَنَاءِ عُمُرِكَ.

[صفحه 838]

فَإِنَّ حَالَكَ الْیَوْمَ كَحَالِ الثَّوْبِ الْمَهیلِ الَّذی لاَ یَصْلُحُ مِنْ جَانِبٍ إِلاَّ فَسَدَ مِنْ جَانِبٍ آخَرٍ[1].

وَ قَدْ أَرْدَیْتَ جیلاً مِنَ النَّاسِ كَثیراً، خَدَعْتَهُمْ بِغَیِّكَ، وَ أَلْقَیْتَهُمْ فی مَوْجِ بَحْرِكَ، تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ، وَ تَتَلاَطَمُ بِهِمُ الشُّبُهَاتُ.

فَجَارُوا[2] عَنْ وِجْهَتِهِمْ، وَ نَكَصُوا عَلی أَعْقَابِهِمْ، وَ تَوَلَّوْا عَلی أَدْبَارِهِمْ، وَ عَوَّلُوا عَلی أَحْسَابِهِمْ.

إِلاَّ مَنْ فَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ، فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ، وَ هَرَبُوا إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ مُوَازَرَتِكَ، إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَی الصَّعْبِ، وَ عَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ.

فَاتَّقِ اللَّهَ، یَا مُعَاوِیَةُ، فی نَفْسِكَ، وَ جَاذِبِ الشَّیْطَانَ قِیَادَكَ، فَإِنَّ الدُّنْیَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ، وَ الآخِرَةَ قَریبَةٌ مِنْكَ. وَ السَّلاَمُ.


صفحه 838.








    1. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 16 ص 133. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 500. و منهاج البراعة ج 20 ص 45. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 127. و نهج السعادة ج 4 ص 203. و نهج البلاغة الثانی ص 225.
    2. فجازوا. ورد فی نسخة عبده ص 572. و نسخة الصالح ص 409. و ورد فحادوا فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 261.

      و نسخة الآملی ص 266.